أنّات قلم - أولى

الألم في هذا الزمن بات صديقا للقلم ... إذِ الأمة الإسلامية في ضعف وهوان وجروح وضياع لا يعلمه إلا الله

تفادي هذه الآلام التي تحيط بك .. بات مستحيلا .. فهي تأكل وتشرب معنا

الألم بات بديلا عن الأمل

والجرح بات بديلا عن الفرح

والموت بات بديلا عن صوت الحياة

حينما تقرأ .. ثم تتعلم .. ثم تريد أن تصل لمرحلة زكاة العلم .. وهي التعليم .. تجد أن من حولك قد انشغلوا وشُغلوا بآلام الأمة تارة .. وبمصالحهم منك تارة .. فتتعثر آمالك .. فتخبو في جنبيك روح وعزيمة ونشوة العلم والمعرفة

في منزل كل مبتكر المئات من الكتب .. وفي جهاز الحاسوب الكثير والكثير .. لكن لمن تُهدي ما قرأتَ ؟
للضياع .. أم للجهل .. أم للفناء

حينما تكون الطموحات فوق مستوى من حولك ومستوى تقبّل من حولك .. يصبح جريان المعرفة والعلم الذي تحصّلت عليهما بالقراءة والاطلاع والتأمل منك إلى مجتمعك ؛ أمرا صعبا وبالغ العسر لا اليسر

موقف حقيقي

دكتور مبتكر .. ذهب إلى لقاء شخصية كبيرة في المملكة وذات سيادة وسلطة في المملكة

يقول لي من شاهد هذا الدكتور وهو يلتقي بالشخصية السيادية في المملكة ويعرض عليه ابتكاره المفيد للمملكة العربية السعودية ككل ، وفي عيني ذلك الدكتور الشاب تلمع وتسطع عزيمة وإصرار وطموح وحماسة المبتكر المتفاني
في خدمة أمّته

فجلس الدكتور المبتكر أمام تلك الشخصية السيادية في المملكة وأخذ يشرح له ابتكاره وكيف هي فائدته العظيمة للمملكة ككل

وفي خضم الطموح والعزيمة والإصرار والأفكار الطموحة والشرح .. يتفاجأ الدكتور الشاب بمقاطعة الشخصية السيادية له
قائلا له بصوت كله سخرية وامتهان ولا مبالاة وبرود وصفاقة

هل لديك أراض سكنية نقوم بالتشبيك عليها !!؟

فخرّ طموح ذلك الدكتور المبتكر من أعلى إلى قاع من الألم

يقول الرجل الذي أخبرني بالواقعة .. مباشرة أغلق الدكتور حقيبته التي تحوي ابتكاره وآماله وطموحات تنصر الأمة ، ثم وقف وقال للشخصية السيادية تلك ... ما مضمونه

يبدو أن المملكة بلد لا يريد لنفسه منفعة

ثم خرج ذلك الدكتور ورأسه إلى الأرض
يحمل ألما لا ابتكارا .. يبصر ظلاما لا نورا

الابتكار شعلة من نور .. وهناك من يطفئ هذه الشعلة كل يوم .. بتجاهله وحربه وحزبه وطمعه وجشعه

ينظرون دوما لمصالحهم ويضيّعون ما هو في صالحهم

والله المستعان

خالد العتيبي