مدوّنة |
خالد العتيبي - مبتكر المشروع العلمي العربي - المخصص لمحاكاة ظواهر الغلاف الجوي
معلم للعلوم والرياضيات - مهتم بالبرمجة والرياضيات التطبيقية - مترجم
معلم للعلوم والرياضيات - مهتم بالبرمجة والرياضيات التطبيقية - مترجم
مدوّنة |
Rick Hatch - unsplash
في القرية الموغلة في سكون الصحراء وعلى مقربة من منزلي القديم هناك ، تقع صخرة كبيرة ... ألوذ بها حينما يزداد حولي هشيم الآمال تكسرا وحطام الآلام اشتعالا تلك الصخرة .. كانت مكمن أسراري .. ومهبط آلامي .. ومداد قلمي .. وحديث روحي ونداء أحلامي .. عندها يتدفق الإلهام .. ويتحطم .. عندها تتساقط الدموع .. وتتهشّم ... وقف على تلك الصخرة الخوف والرجاء والشكوى مرات ومرات .. في غربة جُمع عليّ فيها الرغبة والرهبة والعلم والألم ثم الفقد الذي تعمّد واسطة العقد ،،،،،،، كانت تلك الليلة هادئة جميلة تستحق التعاطف ... خاصة وأنها جاءت بعد نهار عبوس عاصف .. عاصف بما جرى فيه من أحداث أخذتُ أسير ناحية الصخرة .. أحثّ الخطى .. والليل يسدل ستاره على القرية والصحراء .. وعلى وجهي المتعب من نهار عاصف لا أعلم كيف مر .. وجه خليط بين الأمل والألم والعلم .. وجهٌ غرب عن محياه الأمل .. ومات ضياؤه أو كاد ،،،،،،، كان إلى الجنوب .. بعيدا عني .. بعيدا .. شاهقَ البعد .. يلمع برق في أعلى عاصفة رعدية .. كانت تسير وحدها كالغريب الساري في جنح الظلام .. إلى أين أيتها السائرة وحدكِ في الصحراء ؟ هل أنتِ مثلي في الألم أم في الأمل أم فيهما معا ؟ أم جئت ضاحكة بألمي .. ساخرة من أملي .. وكأنّ هذه إجابتكِ لي .. وكأن قد ،،،،،،، جلست على الصخرة .. أرقب .. وأخاطب روحي ألومها .. وأُصارحها .. وأُغضبها .. وأُرضيها .. وأندب حظي وأُعزّي نفسي وأبكيها ... فيما مضى .. ليتني فعلتُ .. وليتني تركتُ وفي يدي غصن شجرة يابس من الجدب .. أُحرّكه مع كل خاطرة تلوح يمنة ويسرة .. حتى إذا أخذتني الحسرات وازداد قلبي انكسارا .. كسرت من ذلك الغصن بقدر ما انكسر من روحي لم يجتمع الأمل بالألم في مكان واحد كما اجتمعا فوق تلك الصخرة والليل تمضي دقائقه .. وساعاته .. وأنا في مكاني .. لم أفارقه بعدُ .. ليس للحظة الإلهام منتهى حين تصعد على صخرة .. وليس لحديث النفس وعد انقطاع حتى أغادر بعده تلك الصخرة ... كان الوعد هو نفس الوعد كل مرة يلجئني الألم لذلك المكان .. كان الوعد حتى يقلب الإلهام والخواطر القلبَ والليلَ ألما .. والعين دمعا .. ثم أستسلم وأعود كانت تسائلني نفسي .. كالمنادي من بعيد .. بصوت يتقطع من الجروح .. له صدى يتردد في داخلي كله حسرات قائلةً : ما الذي يجعلك تقف مع اليتيم وحدك .. وأنت في هذه الغربة والحاجة والضعف والبلاء ... ومِنْ حولك وحوله ذاك اللفيف الكثيف من الأعداء ؟ لمّا كُتبَ لك الجلاء من البلاء وحان خلاصك .. عدتَ وبقيتَ وسعيت مع اليتيم ، لم فعلتَ ذلك !؟ وحولك وحوله الكثير من جهد البلاء ومظنة الأعداء وأحمال الشقاء .. لِمَ تفعل هذا كله بنفسك .. وأنت الغريب الوحيد هنا ؟ ألا تستطيع أن تقول : ليس لي بما يجري شأن ؟ لم تُغرق نفسك في هذه الظلمات ؟ .. وعندك ساحل النجاة .. تتركه لغيرك ثم تهلك أنت في لجج كلها كُرُبات ؟ لمَ نسيان النفس هذا ؟ توقف عن التعاطف مع الآخرين .. نفسك هي المستحقة لما تُقدّمه إلى الآخرين .. أرجوك وفي كل مرة تسائلني نفسي .. وتُثقل علي بالأسئلة .. كنت لا أجد إجابة أظنها تُخمِدُ عني شيئا يسيرا من لهب الآلام سوى أن أقول لنفسي هذه العبارة التي أكررها كل مرة إن تعاطفي مع اليتيم جعل مني إنسانا كاملا .. يسعى لإصلاح ما انكسر .. ويكسر من طغى به الشر وتجبّر كنت أقول لنفسي : قد أعطيتُ وعدا بالرعاية .. قد أعطيتُ وعدا بالعطاء .. قد أعطيتُ وعدا بالعطف .. قد أعطيت وعدا بالحب .. قد أعطيتُ وعدا أن يصبح اليتيم ذا شأن فوق الأصدقاء والأعداء ومن ذهب ومن جاء ومن حضر ومن غاب ومن ظن كل الظن .. قد أعطيتُ وعدا فوق كل وعد .. الوعد ثقيل .. أثقل من جبل والغصن الجاف بيدي .. يتكسر شيئا فشيئا .. كساعات الليل التي تمضي وكأنما تتكسر هي الأخرى .. كنت أعود على هذه العبارة التي أُعزي بها نفسي .. أضحك من تلك العبارة ضحك الموجوع الذي ذهب من وجهه كل بشاشة الابتسامة ، وحارت ابتسامته أقرب لتعابير وجوه الموتى منها للأحياء .. أرفع بصري للسماء تارة .. تكاد قواي تسقط .. وأنا للتو في أول هذا الطريق .. وأخفض بصري للأرض تارة أخرى لأكتب بالدمع ما لم يستطع القلب حمله وتفسيره كان هذا الوعد هو التحدي الذي كان حمل الجبال فوق ظهري .. أخف منه حملا ،،،،،،،، ويل لك .. ثم ويل لك من الأيام .. إن صبرت أو ظفرت .. لستَ إلا الخاسر ،،،،،،،، خالدٌ .. في ممرات الحياة Comments are closed.
|
Archives
April 2021
|